سجدة عارية تكشف عورة أنظمة دكتاتورية محجبة

 حين تتعرى فتاة سعودية أمام سفارة بلادها بباريس منددة بجلد المدون السعودي “بدوي” في استعراض بورنوجرافي فاعلم أن العري الجسدي صار أداة ووسيلة لفض بكارة أنظمة ديكتاتورية مثيرة … تتعرى السعوديات بعيدا عن الجزيرة العربية بعيدا عن مقصلة قطع الرؤوس وسوط الجلاد القاسي … اليوم الأنظمة العربية باتت من المثيرات تثير هرمون البروجسترون عند الرجل والاسترجين عند المرأة لدرجة الانتصاب . وحين تنتصب صدور الفتيات و يتغير لون حلمة الثدي وينتفخ ويستدير ويهيج كامل الجسد فتخجل عروق الثدي وتشيح دماءها داخل الوريد ولا تخجل كاميرا وعدسات المصورين فاعلم أن فوضى الحياة فاقت فوضى الحواس والجسد …الجسد هو المفتاح وهو القفل في ذات الوقت … وانتصاب الأعضاء يختلف بين الجنسين طبعا . هناك أعضاء تنتصب فتتصلب وتقسى ولا ترتخي بسهولة وأعضاء مهما انتصبت ومهما تكلست فهي لينة لن تيبس ومدرة لحليب الحياة و”لا تَـسقِني مـاءَ الـحَياةِ بِذِلَّةٍ بَـل فَاِسقِني بِالعِزِّ كَأسَ الحَنظَلِ” … هكذا ارتسم لي وجه الجسد اليوم وقد هاجت ناشطات الفيمن من جديد في ملتقى لنساء متحجبات بفرنسا بشكل مباغت .ناشطة فرنسية الأصل وناشطة جزائرية الهوية .بين الأصل والهوية يرفع الجسدين يافطة واحدة تحمل نفس الشارة والرمز حيث نقشت مباشرة من الصدر الى اسفل البطن  “أنا لا اخضع لأحد ولا يمتلكني احد أنا نبية نفسي ” … جسد عاري يقابله جسد متحجب وبين العري والمحجب أفعال مبنية للمجهول غير معرّفة يحرسها داعية مكنى بأي أنس وهو من أفتى بالاغتصاب في إطار الزواج سابقا وكنت اعلم منذ مدة أن الجسد هو سبب كل الفوضى هو مكمن العلة وهو الداء والدواء لدى جنس البشر … منذ زمان ليس ببعيد كان السلاطين العثمانيين وراء سور الحرملك يتورعون شغفا في فض بكارات عذارى  وقد وضعوا على بابهن حارسا مخصي لا ينفع ولا ينتصب له الذكر …يخصي السلطان رجولة الحارس العبد الفقير لتكون الجارية وليمة دسمة له وحده … والفلاسفة عند غياب حضرة العقل والمنطق وضعوا الجسد في خانة الفلسفي فصار الحديث عن أجساد معلبة تحمل في أحشائها معنى ولغة ورمز وإيقونة . تحبل الأيقونة من الفعل الفلسفي فيها ولا تنجب . ومع “ميشال فوكو” وضع الجسد والدولة في خانة واحدة وكان الجسد إنما هو تمثيل لدولة مريضة وجسد سياسي عليل . وصار الاخصاء مفهوم فلسفي لم يجد له حكمة وقد سعى الفلاسفة الإغريق لفك شفرة الحقيقة والوصول للحكمة ولم يفلحوا .إذ لا حقيقة على هذه الأرض تستحق الحياة لأجلها … والشعراء في بلاط الحاكم يمدحون ويمدحون حتى طلوع الفجر ويرقص جسد الجارية للحاكم ولا يميل ولو درجة إلى ذاك الشاعر المادح الرازح الماجن الراقد حاله …. والرؤساء في ركن ما في القصر يشتهون أجسادا هي ملك الغير ورغم ذلك تنتفي كل العقود الاجتماعية و الأخلاقية وكل القوانين بإشارة واحدة من الرئيس…وبغمزة عين يأتيه الجسد المشتهى في طبق من فضة في ظرف وجيز في سيارة حكومية. حتى وقود السيارة خالص معلومه من واردات الضرائب التي يدفعها المواطن الفقير حارس القصر والمدرسة والمؤسسات الراجعة بالنظر للحكومة …أجساد متعطشة لفرض سلطتها على أجساد رعيتها الفقيرة …أجساد يحلل لها ممارسة الجنس على أعتاب القصور فوق أسرة عريضة مفروشة بالحرير وأجساد الرعية تحرس حاكمها لينعم بدفء ورطوبة الجو . جسد يرغب وينتشي حد البلل وجسد عطشان يرغب ولا يستطيع أن يبل ريقه برشفة من رحيق الحياة …. هذا الجسد ما انفك يحمل رموز غبائنا وعهرنا وعقدنا المبتورة رغبات تقضي كامل الليل تصرخ وتصرخ ولا تجد لها الصدى .. يرغب الفقير في الحياة الكريمة والعيش اليسير ويرغب العاطل عن العمل في شغل يوفر له القيمة والقيم والمال  ويرغب المريض في صحة سليمة ولا تستطيع جرايته توفير الدواء له….تخيلوا أن إمام مسجد مؤذن يعتلي المنبر عند قيام كل فجر فيؤذن ويعلن صلاة الفجر ولا يأبه القوم لآذانه …تأكدوا أن هذا المؤذن سيستقيل يوما ما لان ما من احد لبى نداء صلاته وما من فرد استجاب لدعوته التي وكلته وزارة الأوقاف لها سينفذ صبره وربما هو الآخر سينزع قميصه ويحلق ذقنه ويخرج للشارع عاريا مناهضا لحركة فيمين النسائية … اليوم حركة فيمن النسائية هي ظاهرة لبت نداء واجب مجهول يرفضه البعض ويرى فيه آخرون ضرورة مجتمعية تسعى للتمرد بطريقة شاذة على وضع ما… أجساد تتعرى تستعرض قبح عرينا وقبح أجسامنا .القبح الذي ما انفك الإنسان يصنع له العباءات والتنورات والفساتين ليغطي مكامن الرغبة فيه ومكمن الحياة والجمال والقبح . وحين يتعرى الجسد لغاية التمرد وفرض هاجس شاذ فاعلم حضرتك أن رغبة الجسد منذ الأزل لم تكن جنسية فحسب .الجنس يقابله عادة الشذوذ .وهنا لا يسعني إلا أن أعرج وأميل بالقلم شبرا لاستعرض سرا وجهرا شذوذ مؤسسات الدول كافة …الحاكم يمارس الجنس ويقف عند باب قصره حارسا يحرس فراشه والمواطن المحكوم يمارس الجنس خفية تحت السرير وما من حارس يحرس قبح جسده .هذه المفارقة هي سبب كل ما نعيشه . المعنى الذي أردت تبليغه ضمني بطريقتي …معذرة أيها القارئ فالجسد عندي هو مفتاح الذاكرة هو الصندوق الأسود الذي يخزن ما لا أعرفه عن نفسي هو تاج راسي وهو أداتي الحية التي تحركني وتدعوني للإقبال على الحياة بما ملكت يميني ويدي وجيبي . إني اكره الموت لأنه سيفصلني عن جسدي يوم الوعد .وكلما مررت بجانب مقبرة إلا وارتجفت أوصالي ليس مخافة من الموت بل حسرة على أجساد مسجاة تحت الطين لا تنتج ولا تفكر ولا تمارس هواياتها وقد حكم عليها بموت عذري وهي لا تزال راغبة في الممارسة الفكرية في الحياة . الموت العذري لا يشبه الحب الأفلاطوني العذري المذموم المثالي الكاذب الجنسي المرضي لكنه يشبه فلسفتها المثالية التي صورها أفلاطون في حوار “المؤدبة” المشهور .موتة واحدة تتربص بنا جميعا ستعطي لكل واحد فينا مفهوما يشبه كل شيء ولا يشبه المدينة الفاضلة التي حلم بها أفلاطون في شيء . الجسد علمني ممارسة كل شيء في الجهر و في السر ممارسة الحب والجنس وممارسة وتفعيل الشك واليات العقل لأفكر وأنتج ولاستغيث به عند الطلق… وحتى إذاما فشلت في دفع المولود فوق كرسي الولادة ووهنت عظامي وارتخت كان هو جسدي من يحثني على الصمود ولم يكن الطبيب الواقف بين فخذي والدم يسيل سوى قابلة لمعجزة أنا حملتها في أحشائي ولم يحتمل ثقل وزنها احد .أنا لوحدي حملت مولودي في كيس رقيق وسط ماء عذب لا يضاهيه ماء زمزم في شيء .. ومن قال أن المرأة كائن ضعيف فليصمت خجلا من نفسه . ما أردت قوله اليوم ليس الجسد في حد ذاته بل هو معنى سياسي بحت يمثل العلاقة الأبدية بين راع ورعية و حاكم ومحكوم الأول يمارس ظلما سياسي بمسطرة أرقامها ديكتاتورية لا تقبل القسمة والطرح والضرب والثاني يعيش ابد الدهر يترجي الأرقام لتقبل قسمته وضربه وطرحه عل جراية الشهر تكفيه ليوفر لقمة ورغيفا للعائلة .الدولة هي الجسد السياسي . المواطن هو الجسد المجتمعي .في الحالتين الجسد هو موضوع للسلطة وأنا بين الجسدين اتعلثم بين الفينة والأخرى وينتصب ثديي الأيمن ويليه الأيسر وكلما اشتكى الواحد منهما يتبعه سائر الأعضاء بالسهر والحمى ….أنا بين الجسد السياسي القامع والجسد المجتمعي المقموع امثل جسدا افتراضيا يتراوح موضعه بين الوضوح والتخفي بين الحضور والتجلي والغياب … اتسائل بيني وبيني ماذا لو كنت بين هؤلاء العاريات “الفمينيات” ترى هل استطيع أن أواجه بقبحي قبح رجال الساسة الذي بلغ حده ترى هل سيتمكن جسدي الممتلئ قليلا أن يحتوي كم قبح السياسة الدولية التي تعاني منها شعوبنا اليوم هل يمكن لي أن افعل غوايتي لأثير مشايخ الهبل والجبن والولائم أصحاب البطون المنتفخة بالأرز والسمنة البلدي………………………………..

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*