جسد هي أم امرأة

ولما انتفخ بطني وتضخم الثدي الأيمن والأيسر و حصل نفور شديد من رائحة دخان السجائر … و اشتدت أعراض الوحم وكبرت معي علة الصباح وهي القيء والغثيان …لم تصدق الأمر بينها وبينها … ترى هل هو حمل كاذب كحمل ماري تيودور ملكة انجلترا( 1516 1558 م)… أم ربما هي تخيلات واشتياق أنثى للحمل ولرفع بطاقة هوية أنوثة صنف ( أ ) …أو علني صرت مريضة فرويد الشهيرة التي اعتقدت أنها حملت من طبيبها … هل هي استجابة لرغبات لا شعورية تمثل نوعا للمطاوعة الجسدية أو قد تكون اضطرابات بسيكوزوماتيكية نفس جسمية أم هي اضطرابات تحولية … اشتدت بي الهواجس تقابلت وتخالفت والتقت جلها عند احد المبيضين لتؤكد خبر حمل غير مرغوب فيه وغير مبرمج في قائمة مشاريع السنة … منذ عرفته ارتكبت جريمة الإجهاض مرتين … جريمة ما قبل الحمل شرعية في الحلال وجريمة الإجهاض أبدا لم يقع تشريعها .. وانتزعت من أحشائي نطفتين من كبدي من نفسي ونفسه من مائي ومائه. بعد الإجهاض صرت أنثى عدائية شرسة لا احتمل النظر إليه ولولديه … انتهى حملها تلك الأنثى الولود …توتر… آلام بأسفل البطن والظهر… ارتفاع في درجة الحرارة …و قشعريرة … علة فسيولوجية وعلة سيكولوجية وأوجاع أسفل رحمي تقطع عروقه كما تقطعت روحي عند خروج روحه من أحشائي … حمل مفاجئ قبل بالرفض والإنكار…وجنيني قد وصلته رسائل بيولوجية منذ أيا مه الأولى بأنه مرفوض . هي مشاعر بيولوجية ورسائل بيني وبينه تصله عبر الخلايا فيستقبلها ويفهمها ولا يرد … كنت أحس بمناجاته لي يتودد ويتخبط في مائي …كيف ستهدأ أوجاعي وقد رفضت حقي في تجديد الأمومة ورفضت حق الجنين في التكامل والولادة وحق المجتمع في المواليد … هل سيصفح عني وعن والده وقد قررنا إزهاق روحه قبل إن يستبين خلقه …أطردته من رحمي …أخرجته عمدا قبل أن يحين قطافه .انه اعتداء موجه ليس على كائن حي بل ضد شروط تكوين الخلق . هدأت أحشائي بداخلي وتلينت عظامي في قفصي ونشف الدم في رحمي ولم يهدا روعي … طال غيابي عن أب الأولاد والهجر ولم يطول النفور من الطفلين …”هما” قرة العين و”هو” ماؤها الذي يجدد دمع المقلتين بعد كل عملية إجهاض … اليوم عدت له… و في الأحشاء غصة جنين ودمع أم …مد يده لرقصة بعد الغياب وكنت أحب الرقص معه …….. مددت له يدي وبدأت رقصة ما بعد الإجهاض.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*