الانتخابات البلدية : امرأة تونسية من ذوي الاحتياجات الخاصة تترأس القائمة ؟

 

لا تنفك الصديقة ”سيدة الغانمي” قبل ترشحها لانتخابات البلدية كمستقلة عن قائمة حركة النهضة تبهرني بحضورها المكثف في الحياة الثقافية العامة من خلال مشاركاتها في التظاهرات والمعارض والدورات التدريبية في منزل بورقيبة ببنزت. لم يمنعها ثقل عجلات كرسييها المتحرك أبدا كي تمارس حياتها اليومية كما أمارسها أنا،بل تجدها تتحدّى بصبر وثقة عثرات طرقاتنا الغير صحية والمترهّلة كذيل ثورة نتف البعوض جلدها فتعرّت من شعرها .أحيانا تطلق سيدة صرخة ألم من قسوة ظروف أصحاب الاحتياجات الخاصة بتونس على صفحتها ”فايسبوك” وسرعان ما تجدها تلملم جراحها بنفسها غير آبهة بلامبالاة السلط المحلية التي آخر همها مراقبة الأمكنة الخاصة بصعود كراسي أصحاب الاحتياجات الخاصة . المواطن العادي هو الآخر لا يهتم فيتخذ من الطريق المخصص للمعوقين مربضا لسيارته وكأنه ضاقت عليه الدنيا فاختصر المسافات حتى لا يتعب .

اليوم تتقدّم سيدة كأي امرأة تونسية فاعلة في البلاد لانتخابات البلدية وكلّها شغف للدفاع عن أصدقائها ذوي الاحتياجات الخاصة. فكلّ حيّ في تونس بعد الثورة صار لا يهتمّ إلا بهواجسه وبما ينقصه وها نحن نبالغ في مطالبنا بالزيادة في الأجور وحق التشغيل لأصحاب الشهادات العليا وحق المساواة في الميراث بين الجنسين …نحن المواطن العادي كائن لا يشبع من المطالبة بالحقوق، وتجدنا لا ننفكّ نطالب ونساوم ونبالغ في الاحتجاجات حدّ التعب .

اليوم حاورت سيدة هاتفيا وتمنيت لها التوفيق لما تسعى إليه .ما جرفني للتعليق والكتابة بشأن سيدة ليس إثارة ال “buzz” أو ما جاوره بل للإعلان على وجود امرأة تونسية قوية رغم قسوة ظروف الجسد الذي لم نتحكم يوما في اختيار صنعه . سيدة الغانمي تتحدى إعاقتها وتتقدم بالترشح وكلّ همها هو الدفاع على مواطن يشبهها وقد بالغ القدر في امتحانه حتى صنع منه إنسانا يسعى للدفاع عن نفسه طالما كل حيّ في البلاد لا يفكر غير في نفسه

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*