أخيرا عرفنا “الكوعو من بوعو” سيّدي الرئيس

الباجي قايد السبسي  رئيس الجمهورية التونسية ممّن تكفّلت بهم أسباب الثورة وصاحب مقولة “الكوعو من بوعو”، من مسك بزمام تونس وهي تنزف في المرحلة التأسيسيّة الصّعبة. قام ببناء المعارضة فأحدث توازنا. الباجي كان شاهد قرن عن العصر إلّا سبعة سنوات منه.  هنيئا لك سيّد الرئيس بهذا العمر المديد الذي نتمنّاه عند كل أعياد ميلادنا. هناك من يظفر به وهناك من عمره يحسب قصيرا فلا ينل غير الموت المبكّر. ربّما حياة الرؤساء تعجّ بالعناية على غير حياة المواطن العادي الذي تقتله الوعود والانتكاسات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية فتطول أعمارهم عناية، ويقصر عمر المواطن جباية…أعلم سيّدي الرئيس أنّك لا تأكل غير لحم الغزال المشويّ مع 5 ملاعق أرز كامل كلّ ليلة وعصير مخصوص بغلال راكزة يأتيك من الهند خصّيصا….هنيئا للرؤساء بالعيش الرغيد وطول العمر وهنيئا لنا بقضاء ما كتب لنا من عناء تحمّل تاريخ الثورات والحروب والأزمات والعثرات وانقطاع جرايات المتقاعدين.وبؤس نساء جمع القوارير الفارغة من الماء و أوجاع المعطّلين عن العمل.

في الواقع لست ممّن يعمل على تأطير أسباب الوفاة عادة وقراءة الأجواء المحيطة بالوفاة لأنّي مؤمنة بكون الأعمار بيد الله. لكن لفت انتباهي العديد من الأحداث في فترة سقوط الباجي قايد السبسي مؤخرا وتحديدا في منتصف شهر جوان إذ كان تدهور صحته سببه تسمّم في الأمعاء بسبب غذائي. وكانت أوّل مراحل السقوط، حين لم يعد للحم الغزال أي فائدة..في نفس ذات الشهر تعكّرت الأحوال يوم الخميس27 جوان ب 3 ضربات إرهابيّة على التوالي أوّلها،  تعرّض محطّة الإرسال بجبل عرباطة بقفصة التونسية إلى إطلاق النار لم يسفر عن خسائر في صفوف الأمن والجيش، وبعد ساعات يشهد شارع شارل ديغول بقلب العاصمة تونس، هجوما انتحاريا أسفر عن مقتل عون أمن بالشرطة البلدية وإصابة أمني آخر بجروح و3 مدنيين، بحسب بلاغ لوزارة الداخلية التونسية.وبعد نصف ساعة تقريبا أقدم شخص آخر على تفجير نفسه قبالة الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية بمنطقة القرجاني في العاصمة. هذا البلد الصغير كيف أمكن له أن يتحمّل في يوم واحد وضعيات حرجة على مستويات شتّى؟ رئيس الجمهوريّة تدهورت صحّته وشوارع  فيها انتحاريات وإرهاب ودم، إضافة إلى أزمة سياسيّة خيّم عليها عدم الوضوح حيث لم يتمّ استدعاء الناخبين ومشكل تمديد حالة الطوارئ، إضافة إلى قانون الانتخابات الجديد الذي صادق عليهبرلمان الشعب لكن لم يمضي عليه المجلس …أين توجّهت بوصلة الشعب التونسي في تلك الأيام؟ لقد تداركوا الأزمة السياسية المركّبة عبر مواقع التواصل…..في الأثناء خرج الباجي قايد السبسي من المستشفى العسكري أمضى على على وثيقة التمديد في قوانين الطوارئ وانتظمت مواعيد الانتخابات وصار كلّ أمر على السكّة يسير. وما بقي سوى موضوع المحكمة الدستورية الذي لم تفلح بشأنه النخبة البرلمانية والنخبة الحزبية في سدّ ثغراته …وكأنّ الأقدار كانت تقول له قاوم لتدخل صفحات التاريخ البيضاء ماعدا دين واحد هذا الذي يخص المحكمة الدستوريّة والذي بقي شاغرا وناقصا من حنكة الباجي قايد السبسي . 

إلهي لم أكن أعلم أني قادرة على قراءة الواقع السياسي …أو ربّما ليس لي الوقت لمزيد وجع الرأس وهو اختيار منّي لأكون بعيدة عن التحاليل التي تخلّف أوجاع الرقبة والقولون.

اليوم وقد اختلطت الجغرافيا بالتاريخ وصار للمتوسّط الذي انتزعوا قيمته من الدستور قيمة . اليوم صدّقنا أنّنا من بين المجتمعات التي تعرف كيف تنظّم المآتم المحترمة الّلائقة برجال المعارك. اليوم وقد ضبطنا أنفسنا ونحن نتابع جنازة تلميذ الزعيم الحبيب بورقيبة، وعدّلنا قفل الحزام، وراجعنا أنفسنا نحن المليون امرأة حين انتخبنا ونعتونا بالعاهرات وأنا من بينهنّ. اليوم أعلمك سيّدي الرّئيس أنّنا قد فزنا في الأخير على الصفة التي لا ينفكّوا يطلقونها شتيمة، وكأنّها الصفة العثرة التي يفسدون بها صفو أيّ امرأة ربحت معركة من المعارك التي يخوضها الرّجال عادة. فزنا في الانتخابات وقتها فنعتونا بالعاهرات وما لفّ لفّه، حين خلخلنا كفّة الانتخابات ذات أكتوبر سنة 2014. أنا عن نفسي كتبت لهم منذ أعوام وطالبت بأن يغيّروا هذه الصفة القديمة ويطوّرونها لأنّه لم يعد لها تأثير على نساء الحدّاد وغيره من المصلحين. كما تعلمون فإنّ المصطلحات العربيّة في التراث الجنسي ظلّت منذ السيوطي ك”الوشاح في فوائد النكاح”، أو ك”رشف الزلال من السحر الحلال” صفات غير ذي فائدة لا تعطّل نسبة الخصوبة عند المرأة بل تعلّي قيمتها. ومن لا يرغب في امرأة نسبة خصوبتها عالية الحموضة حدّ العهر؟ إنّهم يكذبون ويتسوّلون رغيف كبتهم من بائعات الهوى كلّما جحدت عنهنّ زوجاتهم الخبز والرقيق حلالا.

اليوم سيّدي الرئيس وقد صرت من المراحيم ولم تحضر موكب تشييعك على الفايسبوك لحظة بلحظة، أخبرك أنّه كما تعلم فأوّل الفساد الأخلاقي والحكم على الميّت كفرا أو إيمانا  يأتينا من عند دعاة الدين. لقد هاج بعض “الداعية الإسلامجيين” وانتفضوا حنقا من على منابرهم التي تسوّست بفعل النفاق.

ذلك “الوجدي غنيم” قطب من أقطاب جماعة الإخوان الذي يهوى صيد الغنائم قبل صلاة الجنازة. أكيد لاتزل تذكره؟ عرف بطهّار النساء المصري. فأبلغ عنه الله فور وصولك للعلّيين وأنشر غسيله على أطراف السراط لو تسنّى لك ذلك. إنّه يتشفّى في البنات باستئصال بظرهنّ و ينصّب نفسه إلها يكفّر من يشاء و يغفر لمن يشاء. بلّغ الله أنّه هناك من خليفته من يفسد في الأرض وينقصنا عدله (الله) فوق الأرض بأن يرينا في هؤلاء عظمته. بلّغه هذه النقطة في أذنه حتى لا يسمعك الواشين.

تلك سامية عبّوا تحفة من متاحف قبّة البرلمان بباردو أعلم أنّك لن تنساها لأنها من نساء تونس قالت: “آنا مسامحة السبسي وهو نشالله يسامحني”…هذه أمور سياسية بينكم وأنت حرّ سيّدي الرئيس، إن شئت سامح وإن لم تشأ فذلك أمركم. فقد أعيتها الشتيمة هذه المرأة وقالت ذات يوم: “الباجي قايد السبسي رئيس  المافيا ورئيس الانتهازيين الذين ينهبون ثروات البلاد، مستغلا مؤسسة الجيش لحماية هذا الهدف” . عموما هذه المرأة لا تصلح إلا للمعارضة منذ خلقت وأما في إيجاد الحلول وقت الأزمات فهي صفر مكعّب كما زوجها. وعند المآتم فهي تطلب السماح من الميّت ككلّ المسلمين.

هل أمارس أنا المعارضة أم النقد أو ربما التحليل السياسي في هذا النصّ؟ يبدو أنّي بصدد تسريح شعري بمشط بلا أسنان 

هات المشط يا يوسف وفرشاة الأسنان غدا ينتظرني موعد عند طبيب الأسنان لفحص أوجاع مخلّفات ضرس العقل اللعين 

ومن قال لك أني بحاجة لعقل أيّها الضرس

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*