افتتاح رواق ”دار الزيتونة” بسوسة

  •   قبل الدخول للرّواق الذي وقع تدشينه يوم 25 مارس 2017 ”بدارالزيتونة” القاطن بجهة ”سيدي بوعلي” من ولاية ”سوسة”،أريد أن أقول أنّي لست راغبة في الثرثرة مطوّلا والدوران حول نفسي وحولكم لتبليغ المعنى ،وترغب نفسي مقابل ذلك  وبكلّ عفويّة أن تستضيف محبّي الفنون والتعدّدية الثقافيّة من كلّ دول العالم العربي على فنجان قهوة، وأرجيلة في رحاب حديقة الدّار الواسعة كالجنان الذي لم نعرفه يوما .

تحيّة وبعد : 

  • إنّ فكرة إحداث رواق للفن المعاصر بدار الزيتونة وهو عبارة عن منتجع فضاء عائلي يصلح للإقامة والترفيه بعيدا عن فوضى وسط المدينة هي في الأصل فكرة الصديق الباحث ” مراد الزارعي” .شاب يحتفي بالحياة الفنّية كما هي وكما شاءت أن تكون في زمن يسعى لدفن الطاقات الشابّة وهي تشتعل نارا حامضة . ”مراد الزارعي” متخرّج من كلية الفنون والحرف كما ”الأنا”، جلست معه وسمعته فأحبّته نفسي التي لا تحبّ كلّ الذوات لتكتب عنها وحولها . قرأت فيه حبّ العمل والعطاء والتطوّر والإنتاج والسعي نحو الغد والحياة وعرفت أنّه سينجح يوما ما رغم الإقصاء والظلم الذي نتعرّض له العديد من الباحثين في زمن ما بعد الثورة . وسيأتي اليوم الذي أنفجر فيه كتابة وفضحا بالصورة والصوت لواقع جامعي مهزوم إقصائي ومخضرم لا يمكنه أن يسع حلم شباب أكاديمي باحث وطموح .

بعد التحيّة :  

  • في الواقع وإن كنت مسرورة بافتتاح هذا الرواق وسروري عفوي غير مشروط يضاهي فرحة صاحب الفكرة  الباحث ”مراد الزارعي” وصاحب الفضاء السيد ”صفوان فرّوخ” غير أنّي قليلة التفائل بتغيير المشهد الثقافي الذي يغلب عليه الحزن والشيخوخة والنفاق الواضح على بعض المتشرذمين الذين يدخلون عالم القافة نكاية بتاريخ معاصر رديء حدّالسقم .أتمنّى من المجموعة التي فتحت صدرها لإنجاز هذا المشروع أن لا تسقط في فخّ الرتابة والتقليد المملّ الذي تسير وفقه جلّ الجمعيّات الثقافية التونسيّة التي تنام في خليّة عسل مرّ المذاق بإعادة اجترار نفس الألوان وإنتاج نفس الضنو من اللوحات والتشكليين.لوحات يتكرّر وجودها في شتّى المعارض حتّى تحوّل اللون فيها والتقنية لخيبة أمل فاضحة لركود المجال التشكيلي الذي يعيش حالة ”ازبهلال” و ”كرب” عظيمين .

تحيّة خاصّة للضيوف الجزائريين وبقيّة المشاركين :

تغيّر لون الفضاء ”دار الزيتونة” في الحقيقة بنزول تشكليين من الجزائر الشقيقة وفلسطين وليبيا إضافة إلى أصحاب الدار والمقام التشكليين ”التوانسة” الذي بدا انسجامهم مع بعض واضح على الوجوه وكيفيّة الاندماج في نفس ذات الفضاء . كانت أجواء العمل راقية على مدى الثلاثة أيام المنقضية والليلة هي سهرة الاختتام . التعدّدية الثقافية في مثل هكذا تظاهرات هي عبارة عن وازع وباب إضافي يفتح على مصراعيه لتنشيط الثقافة ذات البعد الواحد والرأي الواحد والعين الواحدة هذا بالإضافة إلى دغدغة السياحة التي تحتضر في وقتها الرّاهن نتيجة خيبات سياسيّة وأمنيّة متتالية على تونس . وكان الشعب الجزائري يمّثل الصديق السائح وقت الأزمة .

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*