“الفايس بوك” جسد يتحرّك .

لكلّ من يسألني على الخاص حول تواجدي المستمرّ على الفايسبوك وعدم فتح رسائلهم واتهامي بلغة “الحقرة” وما جاورها . أقول :
أبدا أنا لست ب ” standardiste ” على هذه الصفحة ولا أعرف لغة الحقرة أبداولست متواجدة بها طول الوقت كما يخيّل للبعض لكني غالبا ما أنساها مفتوحة على التابلات والتلفون .فهل يعقل أن أكون منصبة أمام الشاشة للصباح مثلا ؟؟أو طوال اليوم؟ أليس لدينا عمل خارج البيت ؟ أليس عندي عائلة ؟ .والمطبخ ؟؟ من يهتمّ به ؟؟ والزوج ؟؟ من يغطي كربه؟؟ والأولاد من يجالسهم ومن يقضي شؤونهم ؟؟ .. ليتني كنت طفلة بلا روابط ولا مشاغل فأغنم من الوقت ما أشتهي وأقضي ليلي أسهر مع من أختاره شريك سهرتي من كل قارات الدنيا….ليتني … نعم نعم ليت الصبا يعود يوما . لديّ من المشاغل ما يثقل كاهلي فأحاول أن أقيس حضوري مع كل الأصدقاء بنوّاس مقدّر للزمن حتى لا أسهو هنا ولا يأخذني النوم مع أحد الفسابكة أو القراء .

لو تعلمون ما يمثّله الفايسبوك بالنسبة لي والجهد الذي يأخذه مني لأكون من خلاله صاحبة فكرة ولو متواضعة حسب جهدي ومزاجي تأكدوا أن أي فكرة أنشرها تكلّفني جهد وميزان قبل أن أكتبها في شكل خاطرة أو مقال صحفي أو تدوينة سواء على موقعي هذا أو مواقعي التابعة لإدارة فرانس 24 ومونتي كارلو … الفايسبوك أحبتي الأعزاء هو بالنسبة لي موقع جغرافي غيّر حياتي كثيرا وغيّرني … لا أنسى أوّل عرض كتابة صحفية حين وصلني من هنا ونشرته في مجلة كلمة ولا يزل المنشور معي أحتفظ به…ولا أنسى أول رسالة تلقيتها من مدير تحرير مجلة إماراتية وعرض علي أن أكتب في مجلتهم الثقافية العريقة والعلمية …ولا أنسى أيضا أول دخول لي إلى عالم التدوين العربي .كل هذا النشاط أخذني إليه الفايسبوك فكيف لا أعطيه (هذا الموقع ) حق قدره ومقداره حين أدخله .

الفايسبوك غيرني وغير أفكاري وطوّرني وطوّر بنات أفكاري معي …الفايسبوك أنجبت منه ولدانا كثر بناتا وأولادا وأنا اليوم جدّة ….نعم لي أحفاد هنا …فكّروا جيدا ربما تفهمون لكنتي الشاذة وربما تذهبون بعيدا فتغرقوا وأغرق معكم ..فلديّ الاف الخواطر أنجبتها منكم جميعا ومن التاريخ المعاصر أي الواقع الذي نعيش ووصلت اليوم إلى 112 نص مكتوب بين مقال علمي ونصوص أدبية وقراءات تحليلية و68 تدوينة ..الفايسبوك عالم جميل ثري مدرّ لكل شيء للمال من الكتابة …مدرّ للبول من كثرة شرب القهاوي والتيزانة …ومدرّ أيضا لكل أنواع الأمراض وأكبر بلوة غلبتني هي بلوة الفايسبوك والدخول إليه لأتفقد وجودكم …لأقرأ اخر الأخبار …لأفتح بعض الرسائل …لأقرأني . الفايسبوك عالم أسطورة يستطيع أي فرد أن يستثمره لصالحه وليس ليبقى طول اليوم يعدّ في الخرفان والقطط المارة منه .

ملاحظة للتذكير : أن نكتب بلغة الجسد والإيحاءات الجنسية و أحيانا رشة بورنوغرافيا هذا لا يعني أننا نبحث عن علاقات عابرة فوق سرير عابر …. خاطي أختكم اللعب . لغة الجسد هي سرّ محبّتي لهذا القلم النحيف البوّال ولغة الجسد هي سرّ حبّي للكتابة أيضا .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*