داعش : الشبح المولع بالشباب والنساء

160715032117_nice_attack_in_pictures_640x360_afp_nocredit

بعد مضي ساعات من عملية دهس بالجملة في مدينة نيس الفرنسية,تفاعلت مثل عادتي دون تفكير وحسابات و انفعلت دون رقيب. أكره دور الرّقيب الذاتي الذي يجعلني أحسب خطوات شذوذي الفكري .وحين يكون أسلوب التفكير شاذا أشعر بالرضى وأثق بنفسي وأغار عليها, تماما كما أغار على أبناء تونس الخضراء,حدّ البكاء. شباب صارت جنازاته تشيّع عارا ونكسة في عمليّات إرهاب مشبوهة. سوف لن أرفع نداء استغاثة, ولن أربّت فوق أكتاف تونسي شوّه حياتنا ولو للحظات. نعم هذا الشاب الذي أقدم على بطولة مراهق جاهل أشعل في شرايين تونس نارا وغرس فيها خنجرا مسموما قبل أن يكمل مغامرته…الان هدأت وجهات النظر داخلي, وما إن استقرّت حتى هممت بالكتابة مروّضة شذوذ أفكاري قبل أن تبدأ رقصها على “وحدة ونصف” .

مكان الجريمة شارع “بروميناد دي أنغلي “(متنزّه الأنجليز) الشارع الشهير في مدينة نيس الفرنسية عقب عرض للألعاب النارية احتفالا بيوم الباستيل الموافق ليوم 14 جويلية . الداهس فرنسي من أصول تونسية ,كبر ونشأ وتربّى في نيس ,لكن ال ” دي ن اي” في دمه وجينات تكوينه تونسية.ولا يمكننا الهروب من الحقيقة .هذا الهروب النفسي السيكولوجي سوف لن يغطّي على نسبة أخرى من شبابنا المفلس المفقّر الجائع الأمي الذي صار يصدّر لجبهات المواجهة ضد الإنسانية في كلّ بقاع المشرق والمغرب .

 متى دخلت دودة الانضمام لداعش في تفكير شباب تونس ؟؟؟ ما العمل يا أبي؟؟؟ من المتسبّب الرئيسي في قهر شباب مفلس وعاجز؟؟؟ لماذا يضيق الحال بشباب تونس المراهق بعد الثورة؟؟ كيف يمكن حماية الشباب من الانضمام إلى تنظيمات مثل داعش؟؟ وهذه ((النهضة)) التي اختلت بنا في طرف نهج قرطاج العزيزة وصارت تعيش بيننا من هي ؟؟ومن يكون نسلها والمبشرين بثقافتها وكيف هم يتكاثرون ليلا ونهارا في السر والجهر دون أن تحرّك الحكومات المتتالية ساكنا ؟؟ …تونس الخضراء  كانت تشتكي من هجرة الأدمغة وتأسف لهجرة أبنائها االعباقرة قبل الثورة .نعم تونس كانت تصدّر خيرة شبابها من أساتذة ومهندسين وأطبّاء وفيزيائيين لهذا الغرب اللعين . وتحفل جحفة الناسا بمستشارين توانسة  …

النفس مقهورة على شباب تونس والرّغيف طحينه مدعوك بالدم, تماما كالبول الذي يسيل من داعش وقذفهم اللعين .مخطيء من يظنّ أنّ داعش هي مجرّد مجموعة من الإرهابيين بلا عقل ولا فكر .داعش هذا الكرب هو أذكى بكثير من الحكومات التي تحاربه وتدعمه وتسهر على راحته وتوفّر له النساء والفواكه الجافّة والنبيذ والسلاح .هذا التنظيم القذر يعرف كيف يجذب الصبايا له سبايا ناكحات مطيعات ويعرف أيضا كيف يفهم الشباب ويجذبهم .

إنّ خطابنا الاعتيادي على مواقع التواصل الإجتماعي , خطابات عقيمة, بسيطة, تقحمنا في الديني والأخلاقي وتدخلنا في السباب والشتم والحوار التراجيدي الذي يثير الإشمئزاز من فرط علّته وغبنه وجهله . اليوم وشباب تونس داخلها وخارجها يعيش على وقع الرقص الفلكلوري الذي يخيّب الظنّ .ماذا يمكن للمثقف العادي وللكاتب وللفنان وللعائلة وكلّ أفراد المجتمع المدني ولأهل العلم أن يفعلوا لأجل هذا الشاب الذي يعيش القهر النفسي,؟؟ شباب يرمي بنفسه لمغامرات سافلة يذهب إليها بقناعاته ورضاه وبإرادتهم وعن وعي . كيف يمكن الحيلولة دون قدرة التنظيم على تجنيد الشباب؟؟ كيف يمكننا أن نفهم ونعرف كيف يفكّر هؤولاء الشباب وماذا يريدون بالضبط؟؟؟ بناء على أسئلتي هذه ، وليس بناء على افكارنا نحن، يجب أن يتم وضع برنامج لاستيعاب الشباب وتلبية متطلباته أخذا في الاعتبار بصفة خاصة الطابع المتمرد للشباب ورغبتهم في المغامرة . يعني أن القضية الأساسية هي أن يتم منح هذا الصنف من شبابنا المفقّر والغير  شيئا مثيرا كالذي يمنحه لهم داعش لكنه غير مدمّر .حرام أن يظلّ شباب تونس في دائرة هذا الضياع لأجيال قادمة …ما العمل يا أبي ؟؟ وأنت يا يوسف أفتنا في شباب مفلس مفقٍّر تنهش أعصابه دودة داعش كما الفقر ؟؟ إنّ مواجهة هذه الظاهرة ظاهرة تجنيد الشباب للإرهاب لا يمكن أن يكون عبر الحرب العسكريّة أبدا ….شباب تونس الخضراء , بحاجة إلى مشروع وطني يحشد طاقاته ويستغلّ حماسته ونزعات التمرد لديه بنحو إيجابي ويجنّب الشباب الوقوع في أسر هذه الجماعات الإرهابية التي تعيش بيننا أحزابا . وهذا موضوع يطول الحديث فيه….

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*