“مينا ثابت” . أنا كلّي لك وبعضي لك مقابل حريّة القلم

مينا ثابت . مينا ثابت .مينا ثابت .مينا ثابت.مينا ثابت …هل سمعتم عن هذا المدوّن المصري يوما ؟؟أكيد لا …لأنّه ببساطة همومنا تناسلت وتكاثرت إلى درجة لم نعد قادرين على مسكها سواء في تونس أو في شمال إفريقيا و كامل المنطقة .أنا  لا أعرف شخصيّا ولا حتّى افتراضيّا هذا المدوّن والباحث المصري .وصلتني دعوة من الصديقة المدوّنة والباحثة التونسية خولة الفرشيشي لأضمّ صوتي لمساندة هذا المينا وللدّفاع عن حرية الرّأي والقلم والجسد … وأن تكون مدوّن فإنّك ستكتسب بعفويّة وغريزة حبّ الدّفاع عن حقّك في الحرية الفكرية وحقّ غيرك فيها … الدفاع عن الحريّة الفكرية بالنسبة لي يختلف عن الدّفاع عن حريات شاذة لا تصلنا بعالم الطبيعة ولا تقودنا لميناء سلام نرسو فيه ونغدو فاعلين منتجين مبشّرين بثقافة لا تشبه الشذوذ في شيء وتشبه الحياة . توغّلت أنا والمفتاح جوجل الشهير في فضاء النات …أدرت المفتاح يمنة وشمالا .فتحت بابا على اليمين  ثم بابا اخر يحاذيه الكتف للكتف .أريد أن أعرف مينا ثابت الإنسان من يكون .بحثت في تحرّكاته ونصوصه وكلّ عوالمه قبل أن أبادر في الكتابة وما وجدته هو أنّ مينا ثابت هو باحث مصري قبطي وهو مدير برنامج الأقليات والفئات المستضعفة بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات ,وناشط سياسي يدافع عن الأقليات المستضعفة وسط جيوش الإنتماءات العرقيّة التي نجدها داخل قطر وإقليم ودولة ما ….وأنا بصراحة أجد نفسي أنتمي لفئة الأقليّات من الشعوب دائما سواء في بلدي تونس أو في أيّ بلد اخر .ليس من باب الإستضعاف والشعور حيالهم بالرفق بل من باب الوفاء للسّيد تاريخ … هذا التاريخ حرّرته الشعوب الأصلية لأيّ دولة, و معظم التاريخ  للأسف كتبه مستشرقون لا نعرفهم بل نتوق لقراءة كتبهم, علّنا نضفر بحقيقة ما وسط ألاعيب التأريخ … فحين درست مثلا تاريخ تونس القديم فهمت أنّ القائد جوغرتين “يوغرطة” و الجد ّهنيبعل “حنبعل” لهما الفضل الكبير في محاربة الرومان من أرض قرطاج …والحروب البونيّة الثلاث للأسف لا يعلم عنها أبنائنا سوى ظلّها الخافت المنسيّ . فنقوم بتدريس أبنائنا الحروب العالمية والباردة وأزمة 29 طوال فترة الدراسة القبل جامعيّة  وننسى تاريخنا والهويّة ونركّز على الولايات المتحدة الأمريكيّة وتاريخها…. هذا ليس موضوعنا أيّها القلم …أطلب منك العذر أستاذ مينا ثابت قلمي لا يعرف الثبات والتقيّد  بموضوع فكيف لا أحسّ بسجنك وأنت والقلم الحرّ حبيبان . قلمي حرّ ابن حرّة  يسهو ويسهب ويعبث ويلهو كما يشاء حين أمسكه من خصره …هو يحبّ لمسة يدي حين تمهّد فوق بطنه وتحت الصرّة… سيد مينا أضمّ صوتي وقلمي وأسفي وعبثي وجسدي إليك …كلّ ما أملك هو لك مقابل تحرير يداك من سجون الظلم التي لا تعتقل غير القلم الحرّ . النيابة المصرية وجّهت للمتهم 10تهم بالجملة دون تقسيط “التحريض على استخدام العنف، وقلب نظام الحكم، وتغيير دستور الدولة ونظامها الجمهوري، والتحريض على إقحام ومهاجمة أقسام ومراكز الشرطة بغرض تنفيذ مخطط إرهابي، واللجوء لاستخدام العنف والتهديد لحمل رئيس الجمهورية على الامتناع عن عمل من اختصاصه قانوناً، و الانضمام إلى جماعة إرهابية تعمل على تعطيل القانون ومنع مؤسسات الدولة من أداء أعمالها، والإضرار بالسلام الاجتماعي، و الترويج بطريق غير مباشر عبر شبكات المعلومات الدولية لارتكاب جرائم إرهابية، والتحريض على التجمهر والتظاهر بدون ترخيص….نيابتكم أيها المينا توجّه التّهم ملء قفّة, فهنيئا لنيابة تنتهك أبسط الحقوق الدستورية وتعمل على ملء قفّة مواطن قبطي باتّهامات باطلة زائفة غير منطقيّة …بعمركم سمعتم عن مسيحي ذهنه حاضر مثقف ينتمي للإخوان المسلمين ويخطّط لعمليات إرهابيّة وطبعا بدون دليل قاطع  … لو أنّ هذه التهمة صحيحة يا مينا  فما من أحد انتصر للعذراء مريم البتول وحملها بالمسيح   .وتاريخ مصر القبطية يعتبر من أهمّ مراحل التاريخ وجذوره الثقافة القبطية يمتدّ لعصور مصر الفرعونيّة فأنا لا أرى فيك الفئة الأقليّة بل أراك من مؤسّسي الدولة والكيان لمصر …فجدّف أيّها المينا ولا تحزن في معتقلك والسجون فمركبك سيرسوا لميناء سلام مهما ظلموا…كن ثابتا يا مينا فمعظم دساتيرنا وقوانينا هي حبر على ورق …حتّى مجالس حقوق الإنسان الدوليّة فهي تنام نوما في العسل …سيحرّرك القلم قبل أن تلتفت لك منظّمات الحقوق الدوليّة…

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*