سعادة سفير تونس بكندا … أربعون تونسيّ فقط انتظروا سؤالك عنهم

حريق مرعب غير مسبوق  هزّ محافظة “ألبيرتا” وبالتّحديد في مدينة “فورت ماكميري” الكنديّة .هذه المنطقة يقطنها مواطنون عرب وخاصّة من “التوانسة” و”المغاربة”. ألسنة الّلهب أكلت قرابة 1600 منزل . المنطقة كاملة تحوّلت الى ركام محترق وحجر أسود فرماد … منازل احترقت بكلّ ما فيها ما عدا السكّان طبعا. ففي البلدان المتطوّرة لا يموت المواطن إلا فوق فراش المرض أو جرّاء حادث سير ونادرا ما يموت على اثر كارثة طبيعيّة ,لأنّه ببساطة أحببنا أم كرهنا الغرب يتميّز علينا بالانضباط في العمل وتوفّر برنامج الطّوارئ وقت الشّدائد ….كنت تابعت أحداث المصيبة لأنّ لي أخوة يقطنون هناك . ألسنة الّلهب كانت تحيط بالمنطقة كاملة من كلّ جهة …المشهد مرعب والطّرقات تعطّلت, ورغم ذلك ما من فوضى وكان نظام السيّارات أزعجني, من فرط استقامته واحترام قوانين المرور .وان شئت تفعيل المقارنة فعليك بمشهد طريق رئيسيّة في تونس يوم الجمعة أمام جامع وبالتحديد عند صلاة الظّهر والمغرب .

إلى حدّ المقدّمة تبدو الأمور طبيعيّة . الغير طبيعيّ سعادة سفير تونس بكندا السيّد “رياض الصيد” هو عدم التفاتكم واهتمامكم للجالية التونسيّة المقيمة بمنطقة فورت ماك ماري, وعددهم 40 تونسيّ فقط ,لا يخفيكم سيّدي فقد انتظروا منكم كلمة دعم ومساندة معنويّة لما أصابهم من ذعر, وكان الذّعر قد سبق صمتكم واحترق بلا مبالاتكم ما تبقّى من نار الغربة التي تسكنهم . وأمّا عن المغاربة فلا تسأل عنهم, كان كتفهم مسنود .اذ اقترح ملك المغرب قدومهم لبلدهم الأمّ, إلى حين تحسّن الوضع هناك واستقراره واستقرارهم النّفسي ,مع دفع تعويض مالي ربّما يخفّف عنهم نكبة خسارة المأوى والوكر, والبعض من وجع الغربة القاتل أحيانا عرقا بعد عرق . غربة لكنّها في الحقيقة توازي عندهم حلاوة عيش كريم لا يمكن أن يتوفّر عندهم بالوطن الأمّ …لا تظنّون أنّي أكتب ما أكتب براحة بال وهدوء  … تناقض المشاعر بداخلي لهيب يحرق يوجع ويؤلم ويعكّر صفو الورق, وقد احترقت حلفاء الورق ومدوّنتي من حولي بلهيب سيجارتي الملغّمة عشقا لبلدي تونس , رغم مرّ اللّحظة التي تعيشها تونسي ونعيش .

ورفقا بنفسي الملتهب, وقبل أن تشتعل سيجارتي في حلقي. وبالنّيابة عن عائلتي المقيمة هناك وبعض أصدقائي وعائلاتهم , ونيابة عن الأخوة الجزائريين والموريتانيين المقيمين والعاملين بفورتماكميري, نشكر السّلطات المحلّيّة ,وحكومة ألبيرتا, والحكومة الكندية الفيدراليّة على العناية والاهتمام بالجالية أحسن اهتمام  ونقلهم على وجه السّرعة إلى أماكن آمنة بعيدة عن الحرائق بعد أن أكلت النيران أوكارهم  و تحوّلت بيوتهم إلى حجر أسود . ومع نار الغربة ونار الحرائق كان لا بدّ أن نضيف للوصفة رشّة عدم اهتمام من السّلطات التونسيّة التي اكتفت بنشر رقما أخضر مجاني في صفحتها للاتّصال به في حالة حصول مكروه .وكأنّ المكروه لم يحصل بعد .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*