سيّدي وزير التعليم العالي والبحث العلمي …وبعد .

سيدي

تحيّة وبعد

باحث الدكتورا في تونس وطالب مرحلة الماجستير (ولا أتحدّث عن نفسي لأني لا أتمتّع بأيّ منحة منذ تزوّجت)أنا أتحدّ ث عنّا . عن معاناة البعض من من أعرف . ما معنى أن تحرم باحثة أو باحث من منحة إتمام بحوثه لأنّ الدّخل السّنوي العائليّ سواء في بيت والديه (ها) أو عند زوجها يفوق ال 10 ملايين سنويّا … قانون مجموع الدّخل السّنوي للعائلة هو قانون مضرّ بصحّة بعض الطّلبة والباحثين في المجال العلميّ. يصيبهم بربو المقاهي …موضوع المنحة موضوع يشغل العديد من الباحثين والطّلبة من أبناء جيلي والجيل الذي بعدنا ….. الباحث لا تكفيه المنحة التي توفّرها له الدّولة أين سيوجّه تلك الدنانير المعدودة …للسفر ؟ لاقتناء الكتب؟ للطباعة ؟ للبحث الميداني؟ أم هي مجرّد مصاريف ثمن السّجائر اليوميّة وقهوة إكسبراس في مقهى المدينة العتيقة .. نحن بحاجة فعلا لمموّلين من السّلك الخاصّ من أصحاب الشّركات والمصانعles sponsors industriels” ،لأنّ عديد الباحثين اليوم لا يصلون لآخر المشوار بسبب ضعف المنحة يحفرون أساس البئر ويطوّقون جوانبه بالإسمنت ويزوّقون البلاط ثم يكتشفون لوهلة أنّهم لم يصلوا بعد للنّشع لكي ينهمر الماء ويتدفّق داخل الحفرة التي حفرها .وبالنّهاية ولا يستطعون فعل شيء غير اختيار العزلة العلميّة والتزهّد في البحوث لأجل غير معلوم …
سؤالي البسيط كباحثة لازالت تشقّ طريقها حول البئر …تريد أن تحفره بإتقان وحرفة وكياسة وبآخر المعدّات التكنولوجيّة بئرا يدرّ ماءًا وعسلا ولبنا وخمرا…سؤالي. من نوّاب الشّعب اليوم مثلا في البرلمان الموقّر دافع ولو بكلمة على الباحث التّونسي ومشاكل حياته ومستلزمات وماعون عمله ….الباحث في تونس ومشاكل مسيرته موضوع قابل للنّقاش فيه وطرحه كقضيّة ماثلة بوقار وهيبة أمام هيئة البرلمان ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي …سيّدي الوزير لو وصلك يوما هذا الصكّ الهزيل قيمته مادّيّا والمشحون بعبارات الأسى على بعض الباحثين التوانسة معنويّا رجائي أن تعيرونا نصف سنتمترا من مشاغلكم واهتماماتكم الوزاريّة …سيّدي الوزير إنّ الدّعم المادّي الموجّه لبعض النّدوات العلميّة مثلا هو في بعض الأحيان مال مهدور لسبب بسيط جدّا . حيث يتم نفقة 20 مليون على أبسط النّدوات والمؤتمرات العلميّة وحين تواكب الحدث بتواجدك فتجد الحضور من قبل الباحث وطالب الماجستير المعنيّ بعنوان الندوة حضور هزيل لا يرقى للمستوى ولل20 مليون نفقة عليه …لماذا لا يهتمّ الباحث والطالب لهذه الندوات اليوم؟؟؟
هل العيب فيه أم فينا أم فيكم أصحاب القرار والسّيادة؟؟؟
هل الباحث اليوم يشعر فعلا بأنّه جسد وعقل وفكر مهمّ في بلده الأمّ أم لا؟؟؟؟ عليكم برصد القرار سيّدي الوزير والحوار مع هذا الباحث اليتيم معنويّا .
نحن سيّدي لا نعيش أزمة نصّ أو أزمة فكرة أو أزمة طرح أو أزمة كاريزما من النّوع الفكري …نحن قادرين على الإبداع لو فقط أعرتمونا شيئا من جيبكم ورأيكم ونصيحتكم .
شكرا

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*