لغة التفاح علّمتني الكتابة وصرت غاوية لغة

Snapshot_20150930_46ونزلت من الجنّة ومعي حليف للأبد وحفنة بذر وسلّة غواية …أينما نزلت سأنثر بذر التفاح سأعتق ظهري حُمُولًا ثقيلةً لا يفارقها الشّقاء …والخِصر يتراقص في غَنَجٍ وفي ثقة …سأتبرّأ من وعائي الشائك … وأعلن نفسي . أخِِزُ الأرض بشوكي وأعلن أنّي لم أتعمّد الوخز…فأنشر غوايتي بذرة بذرة دون المساس بقلب الفاكهة .تحيا البذور عند كلّ نقطة ضوءٍ مثيرة …البذر الهجين الميت أقلّ رغبة في اختيار المكان …لا يهمّني البذر الميّت سأزرع الحيّ منه والأخضر …وأينما صَادَفَتْ التفاحة ورقة ستتفتّح وتميل وتَحْمرّ وتكبر الوجنة وينتفخ تفّاحها… قِطافُ التفّاح كما السّنابل آخر أوجاعها الحصاد …كما الحبوب آخر أحزانها الطّحن …الأفْران مَحْرقةُ السّنابل والدّقيق والحياة مَجْدٌ لا يُحتمل الزِّحام والانتظار والمجد لا يكفيه حُسْن نوايا البذور التي تعاشر طين الأرض إلى حين بزوغٍ وثبوتٍ…والبذر كما الورد يستدرج الأمطار ويغويها ليطفو غصنه برعما من تحت التّراب …أنا والبذر تارة نتحابُّ وتارتين نتقاطع ونغضُّ الطّرف … شهيقٌ وزفيرٌ …زفيرٌ وشهيقْ يتناثر التفاح أطنانا بين الفخذين …و صلاح ذَاتَ البَيْن لا تحلُّ رباطه إلّا تفّاحةٌ واحدة فوق الأرض نسْلها …لغة التفاح تختلف عن تفاح الجنان والفردوس…الأوّل تفّاح لغويّ ينجب سِرْكًا من الّلغات والثّاني تفاح ثبتت عليه صفة الغواية …فهو تفاح غاوي يلد كل لحظة يتيما فوق الأرض يحبو وبعد الحبو مباشرة يُعلِّموه كيف يركع و يصلّي الإستسقاء لينمو باقي شجر التفاح ولا يذبل ولا يموت ويصير يتيما لا يشبه يتمي ويتم من أحب ….التفاح أقدس أقداس الفاكهة … وفي لغة التفاح أجدني أقدّس المعنى لأفرغ فيه غوايتي … فدعنا يا رغيف الخبز من تفاح الجنة وخذ بيدي لنمتدّ عبر الفصول الأربعة شغافا …بين فخذيّ المليئين ملء قفّة صغيرة سأغرس للحياة تفّاحتين تفاحة صفراء وتفاحة حمراء وبينهما زرع كثيف …سأشيّد مدينة تفاح لي في ضفّة أخرى من الّليل …أسافر حافية القدمين وفي سلّتي حذاء فانج جوج الشهير ووجه الموناليزا المحيّر لأستعين بابتسامها وقت الشدّة سأطوي في قعْرِ السلّة سفينة المجانين لجيروم بوش حتّى إذا ما أخذني التّعب وخانتني قدماي أركب السّفينة مِدادًا وأعبر بها حدائق الملذّات لأعيد تصوير الخطايا في شكل فانتازيا .وعلى هيئة حلم سأعبر طريقي متى ارتعش الخصر في حوضه …سأمسك بسارية السّفينة الخشبيّة وأصنع منها عصا كبيرة تكون سلاحي في رحلتي وبعض السّهام لقنص فريستي لضرب الحصار… لشنّ الحروب… لتخريب كلّ كرّاسات شروط العادات والتقاليد التي تعترضني في رحلتي …لكنّني سأدافع عن إمكانية العبور …عن إمكانية التقدّم…عن إمكانية إسقاط الجدران .

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*