هكذا تكلم الجسد”تشت”

Snapshot_20151213_1

ولا ترتاح الغاوية إلا إذا عذبت جسد جلادها . الغاوية هي المرأة والجلاد هو الرجل …وأحيانا العكس الجلاد هو المرأة والغاوي هو الرجل .تبدو المعادلة واضحة وجلية وصريحة إذ لا فرق بين المرأة والرجل.كلاهما جسد ورغبة كلاهما إنسان . هذا ما يفهمه عامة الناس عادة ويتفق عليه الكبير والصغير فكريا والفكر مادة قابلة للغواية واللعب معها والتأثير فيها … والغاوية كتابة ليس بمثلها غاوية ولا تشبه غاوية الكتابة داخل القصص نثرا وشعرا وأدبا وتشكيلا غاوية سرير عابر كما يتبين للبعض …لأنها ببساطة هي في حالة ترويض القلم على البوح والفصح والكتابة لغاية أدبية …وما أصعب ترويض الأقلام وقت الكتابة انه لعمري أصعب من ترويض المرأة للرجل عن نفسها .الكاتبة جسد هي تصطاد القارئ الذكي في الحقيقة ولا تشتهي اصطياد القوارض ومن هو مهدد بالاندثار .فلا تتعبوا أنفسكم في الحكم على نساء تكتب زمن الحرب زمن تفشي مثلية السحق والسحاق … لماذا يعيب مجتمعنا على المرأة إذا كتبت جنسا لطيفا .لماذا يطالبونها بالتصوف ضمنيا لكي تصف الجسد وتعبث به وتنكل بأعضائه وتفضح سترته .يبشرونها ببشارة الأمومة ولا يعلمون أن لولا صلابة الجسد عندها لما صيرته رجلا وأبا لستة أبناء أو أكثر … ينصحونها بالتعفف والتكتم وهي تكتب لتحافظ على بريق أنوثتها و فوق السرير يطالبونها بان تكون الأنثى الغاوية والمومس وان تفتق مواهبها وكل خيوط اللحاف الذي يغطي السرير فتتفتق جميع الغرز ويسيل لعابه اللزج ويشعر هو بالرضا عن نفسه ويدير لها الظهر عند آخر اللعبة ويتجدد اللقاء عند أول إشارة لانطلاق اللعبة القادمة …البحة وحنية الصوت….. تماما كما الطفل الصغير لا يلبث أن يغرم بلعبة حتى يتركها ويبحث عن غواية أخرى جديدة. لماذا يتهمونها بالشهوانية بالزانية بالعاهرة بالمتأزمة إذا كتبت جسدا بالجسد . ألانهم أدركوا أن المرأة هي الكائن الوحيد القادر على تلبية النداء وهي وحدها القادرة على إنجاب ضنو الحياة سواء بالقلم عند الكتابة أو بالولادة عبر الرحم .أم ربما لأنه اكتشف في لحظة وعي أن ليس له القدرة على ملء جسده باحتضان قطة مثلا أو قردة شامبنزي ولو لساعة ……………………

تبدو الصورة فلسفة غاوية لحد الساعة فانا أتحدث عن علاقة عضوية طبيعية بين جنسين من البشر وأبدا لا أتحدث عن نفسي فواهم ومخبول وغبي من يظن أن الكاتب حين يريد التعبير فهو يحكي عن واقعه الشخصي . ومعتوه أي قارئ إن ظن بامرأة تكتب جسدا سوء الظن والنية … وان كانت أي امرأة غاوية بالكتابة أو بالإشارة فهذه جبلة فطمنا عليها عامة إيناث الأرض. حتى القطة هي غاوية بالفطرة ومن منا لا يلحظ تمرغ وتدحرج القطط على ظهرها فوق التراب وقت دورة الشبق والتبويض في الربيع إذ كلما ازداد إلحاح القطه لطلب التزاوج والجماع كلما ازداد المواء وشدته… وبعض المربين الذين ليس عندهم الخبرة في رعاية القطط يعتقدون أن القطة في حالة مرضيه شديدة وتعاني من آلام نظرا لصياحها المستمر ودحرجتها .الحديث قياس على القارئ للأدب النسائي الذي يحاكي الجسد فهو يسقط في فخ الغباء الموعود حين يروم قراءة نص إيحائي أو ما يعادل الإيحاء بالإيباح فيسبق انتصاب ذكره الحكم على النص ويتهم هذه الكاتبة بالفجور علنا ويقع المحظور …نحن فعلا ومذ خرجت المرأة من الحر ملك إلى ساحة الدنيا نعيش نفس ذات الأزمة .أزمة نص .أزمة نقد.أزمة ثقافة.أزمة أخلاق . أزمة إنسان. أزمة جسد وما أدراك ماالجسد والغواية في الكتابة لا تكفي دون مراوغة … تماما كما يراوغ الطفل أمه ليسرق منها قبلة أمومة وهي الغاضبة عليه لأنه لم يوفي بوعده بقراءة كتاب “محتقرو الجسد” لنيتشه حتى النهاية …هي ترغب أن تعلمه منذ الطفولة أن الجسد إنما هو ميدان حرب وسلم …قطيع وراع…وبان عقلنا الصغير جدا والذي نسميه روحا لا يعدو أن يكون سوى أداة لجسدنا بل هو أداة ووسيلة ولعبة وألعوبة لعقلنا العظيم … وأنت أيها القارئ لو فقط تعلم بان في جسدك من العقل ما يفوق رغبة تسكن داخلك وداخلي… ستفهمني ونصل للميناء معا سالمين ..أيها القارئ …بني العزيز… حين تقرا كتابة حول الجسد لامرأة تكتب جسدا لا تحتقر “الهو” داخلك ….لا تحتقر الجسد ….لا تكتم رغبتك … لا تفكر في الكاتبة إذا انتصب عضو من أعضائك …فكر في نفسك …في النص…في ما وراء النص …و لا تنقموا على جسد الحكم بشأنه يتجاوزنا أحيانا …لا تنقموا على أسلوب كتابة …لا تنقموا على المرأة ….لا تنقموا على الحياة ….وعلى الأرض . هكذا تكلم بداخلي زرادشت يوما ما ولم يرحمني “الجسدشت “عفوا ……………………………

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*