حَرْقَة فِي كلّ الأحْوال حَرْقة يابَحْرْ

Snapshot_20150518_18“حرقة في المعدة” ……..”حرقة البول” وألم وسخونة عند التبول… “حرقة الفؤاد” “حرقة الأعصاب” و” الْحَرْقَة عند الشباب “أي الهجرة الغير شرعية … الفارق بين الحرقات هو تعريف باللام عند الأخيرة وما يجمع الكل هو الْحُرْقَة الألم والوجع الذي ينجر عنه إما هجرة مرفقة بملف للتداوي أوهجرة سرية في قوارب غير مؤهلة لممارسة العادة السرية في البحار …كلاهما يواجهان مصيرا مجهولا نهايته الفرج أو الموت أو العودة إلى نفس الوجع والوجيعة…أما عن المعتقلين في سجون روما وللساكن في خيمة مُشَرَّدَا على أطراف اللامبيدوزا فهو آمن لا يزال يتنفس كفّنته أمه في ” حْرَامْ حْرِيرْ ” ربما لأنه نجا من الموت مختنقا بماء المتوسط المالح الخالي من الغازات في كل الأحوال … وتنكر الدولار للريال ولم يبقى بجيب الشاب ولا دينار فقرّر الْحَرْقَة والفرار …حارسي اللامبيدوزا هم عَرَّابُو جوقة الحرقة الغير شرعية ويختلف دور العَرَّاب إذا كان الزواج غير شرعي…وليتني كنت حارسة عند أبواب اللمبيدوزا فاحرق بيدي قسم اليمين الذي أديته لأفتح لشباب ضاقت به الحال باب حياة حلموا بها وغامروا لأجلها.. سوف لن تكون أجمل بكثير من حياتهم قبل ذلك … لكنها ستكون لهم التجربة ويكفيهم شرف التجربة والطوق لحياة أكثر رفاه ولم يوفر لهم الوطن حتى مجال لممارسة حقهم في الحياة أو التجربة … الْحُرْقَة هي هي والوجع هو هو …البحر فاصلهما …حرقة البول أعراضها سخونة شديدة وحرق عند خروج السائل.. أسبابها التهاب في المثانة قد ينجر عنه انفجار كيس البول في أي وقت … و” الْحَرْقَة عبر البحار” أسبابها انتفاخ الخصيتين عند الرجل والثديين عند المرأة بسبب عدم القدرة على تحمل الفقر والحرمان واللّاتكافىء واللّاعدل واللّامبالاة ويمكن لأي فرد أن ينفجر في أي وقت والسبب حرقة الأعصاب التي تسببها قسوة الحياة والتي يمكن أن ينجر عنها حرقة في المعدة يليها قرح موجع … ويقال أن عصير البقدونس لمدة عشرة أيام كفيل بعلاج حرقة البول والمعدة ولحرقة فؤاد الأم على فراق ضنوها دمع الحياة كاملا …وبين القرح والحرقة يكمن لغز لا يمكن أن يستشعر به إلا من اكتوى بنار قسوة الحياة ودمارها الشامل … نحن ليس بيدنا سوى أن نتوجع عند أخبار الثامنة التي تبث صور أشلاء غرقى على حواف البحار

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*