كلاش اوف كلانس….حوار رؤوس مقطوعة

Snapshot_20150801_63

Morning Morning….رائحة المخزن تبدو كريهة وليس هناك يد واحدة لفتح نوافذ المخزن للتهوئة .كلنا رؤوس جزت وفصلت عن عودها .
وعليكم السلام …من أنت شكل راسك غريب عن المجموعة وشعرك برتقالي اللون وأذنيك صغيرتان أنت صحافي أكيد من بلاد الغرب .
نعم أنا صحافي أمريكي اسمي “جيمس فولي” وجدت راسي معلقا بينكم وابحث عن رأس صديقي الصحافي الإسرائيلي “ستيفن سوتلوف” هو أيضا ذبحوه في سوريا لم اعثر عليه في المخزن وسط هذا الزحام من الرؤوس المشلولة …أما عن لون شعري فلا عليك  فقد امتزج الأصفر بلون الدم الأحمر وصار ORANGE …. فور عودتي لأمريكا سأعرض راسي في “المتحف القومي للتاريخ الأمريكي” هناك يعرضون تاريخ البشرية القومي …..
ضحك رأس من العراق من بعيد ضحكا طويلا وتبدو عليه علامات رأس مفكر ذكي كما مفكري سامراء القدامى ورد عليه ” متحف قومي للتاريخ الأمريكي” ??? هاهاهاها أنت أكيد لا تعرف أن اغلب الرؤوس المعروضة بمتحفكم هي في الأصل رؤوس آلهة سرقت من مدن كان الطين سيرتها الذاتية والنواة …مدن الوادي الخصيب بالرافدين أوروك… اريدو… تلو… أور… لارسا…لكش… اوما… أكد… بابل… نينوى… نفر… عكركوف… ايسن…تل العبيد …وجرمو ……أنت صحافي تجهل أصل التاريخ و المتاحف فأنصحك بالبحث عن رأس أسد بابل المشهور المنحوت في بوابة عشتار ليحدثك عن الهوية والقومية والتاريخ وصلاح الدين الأيوبي واترك رأس صديقك ستيفن سوتلوف الإسرائيلي أكيد هو بيننا سيتعود أكلالبرغل والفتة وزنود الست وصوابع فاطمة غصبا عنه ولكما شرف الذبح في سوريا معقل الشرف و القومية .

آه راسي آه راسي يامة قطعولي راسي بساطور حافي غير مسنون ولا يصلح للذبح الرحيم يمة … تمنيت لو وضعوه تحت المقصلة لكان قطعه ارحم …رد عليه راس فرنسي الجنسية يحمل قرطا في أذنه اليمنى …المقصلة المقصلة كائن يذكرني بالثورة الفرنسية …احمد ربك أيها الرفيق فقطع الرأس بساطور شرف مقصور على النبلاء منذ القرون الوسطى بأوروبا بينما الشنق والحرق للعامة …..أنا كنت ذكى أذكى منك درجات … فقد قدمت بعض الدولارات لجلادي كي يسرع بقطع راسي دون وجع … هو يريد الدفع بالدولار ولم يقبل عني اليورو الذي كنت احمله بجيبي فعجلت ورحت لأقرب بنك للصرف وتركت عنده مؤخرتي رهينة الى ان عدت وقد تم الصرف  بنجاح من (EUR/USD) … رد عليه الرأس يتوجع ورقبته تنزف … تكلم عربي أو اصمت . وانزع عنك هذا القرط لأنه كان سبب ذبحك … أنت تعلق صليبا وداعش كانت لك الساطور … انزعه وارحم المسيح بداخلك وإلا سيعيدون ذبحك مرة أخرى .
على اليمن كان يقبع رأس نحيف شعره ناعم يغطي نصف جبينه لازال عنقه ينزف والدم لم يكف سيله …يبدو انه راس شاب في مقتبل العمر …كان ينادي بصوت مجروح متقطع قولوا لي ماذا افعل هل لديكم حفنة بن قهوة أو شوية ملح ليكف عني دمي . إليكم هاتفي المحمول اتصلوا بوالدتي هي من يسعفني عادة …بدموعها ستحرق طرف الأوردة النازفة فور ملاقاتي …. أرجوكم وصلوا صوتي لأقرب مخفر …
غمز له رأس بالقرب منه يعينان دامعتان وكان مقلوبا على دماغه لم يقوى على النهوض وكأنه يواسيه بغمزة العين الباكية دما ويقول …… هل من صحافي تونسي بيننا ????انا راس تونسي خبروه أن نصفي المتبقي من راسي موجود بجبل مغيلة خبروا امي ان كلبي سياتيها الليلة للبيت ويدلها عن مكان ما تبقى مني … … بلغوا السلطات التونسية أن كلبي سيحمي ما تبقى من جسمي وما بقي من معزاتي وغنمي . وقولوا لامي أن لا يغسلوا نصفي فلست بحاجة لماء قريتي الملوث طعمه بالصدأ.
رد عليه رأس من سوريا الجريحة كان لاجئ بتونس …أنت اسمك “مبروك السلطاني” …نعم أنا مبروك السلطاني ذبحوني البارحة بتاريخ 13-11-2015بينما كنت أرعى غنمي بجبل المغيلة مدينة سيدي بوزيد معقل شرارة الثورة التونسية … الغنم هو مورد رزقي وأمي بعد موت أبي …أنا يتيم …رجوتهم قبل ذبحي لكنهم اشتهوا رقبتي ولحم غنمي معا… ذكرتهم بقصة إسماعيل (ع) وإبراهيم (ع) علهم يلينون ويحنوا … فلم يفهما ما أنا بصدد قوله …. وما كان لي إلا أن رددت قول إسماعيل(ع) لإنهاء الأمر بالذبح بسرعة وقلت لذابحي وكانت رائحته نتنة وذقنه مليء بالقمل ” أحْكِمْ وَثاقي، واكْفُفْ ثِيابَكَ حتّى لا تَتَلطَّخَ بالدمِ فتَراهُ أُمّي.. ، واشْحَذِ السِّكِّينَ جَيّداً، وأسْرِعْ في ذَبْحي فإنّ آلامَ الذَّبح شديدة…..” لم يفهم السورة ولم يكن يعلمها حتى ليكف عن اذيتي …على الأقل كنت مطمئن على نصف جثتي المتبقي فقد كان كلبي من بعيد يتفرج على طقوس الموت الرهيب الذي عم الأرض.

انفلق عمود الفجر فجأة على مخزن الرؤوس المعلق بين السماء والأرض …تسللت إليهم الشمس فانكمشت العيون وأرخت الجفون ستارتها …لم تتحمل العيون أشعة الشمس القوية . نظر لجمع الرؤوس المقطوعة رأس بريطاني وقد تكدس حوله الذباب يزن وكان يعانق حبيبته الاسترالية وقد ذبحا الاثنين عند الحدود بين تركيا وسوريا وقال ساخرا ….بعمركم رأيتم رؤوس مقطوعة لا تزال حية وهي تنزف …لقد نجونا برؤوسنا ولتذهب الجثة للجحيم أنا على الأقل حملت رأس حبيبتي معي… ضربة خناجرهم لم تكن مصقولة و السكاكين المكسورة تعني الهزيمة ضربتهم لم تصب “الشريان السباتى” وتركت جذع المخ سليما …..
نظر إليهما جيمس الصحافي الأمريكي وسألهما عن سبب فصل رأسيهما . فردت الحبيبة الاسترالية بأنهما كانا ينويان الجهاد في سبيله مع “داعش”……فلقيا حتفهما قبل البداية ….وخبرت الصحافي أنها لم تأسف عن باقي الجثة لان أردافها كانت سمينة وصدرها كبير ومؤخرتها ثقيلة …..فضحكت جميع الرؤوس من قولها وقالوا جميعا بصوت واحد كان الأجدر بك أن تأتينا بنصفك السفلي فمن أين لنا بخلوة بعد اليوم وليس بيننا جسد للجهاد قصد التكاثر …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*