واصلي قتالك جميلة بوحيرد ولا تموتين وخلِّصِي الهواء العابث من استعمار ميثولوجيتنا القاتلة و الغير مبررة … اليوم قتلتك الإشاعات … وأنت بعدك حية ترزق فهنيئا لك بالحياة وهنيئا لجبال الاوراس لجبال الأطلس بشموخ بندقيتك وهنيئا لي … فمن لم تقتله الإشاعات حافظ على نسب الوجود الذي يديم بقائها قبل إعلان صفير النفير …فالموت نقض للحياة جميلتي الثائرة أي أن الحياة موجودة ونحن من انقضها بالموت .فمنذ التكوين وهو يلتصق بنا هذا الموت ويبدو انه كان موجودا قبل أن تتكون الحياة. روحا…ملاكا…إلها….لا ادري ولكنه كان ولا يزال يشكل جزء من هلامية عالم لم يكن قد عرف معنى الحياة الجميلة بعد حتى يموت …فلا عليك جميلة بوحيرد أنا أيضا صدقت الإشاعات وكتبت مرثيتي قبل أن استجلي الخبر من عزرائيل …ولا ادري هل كان خطئي أم خطا عزرائيل … عزرائيل سالت عنه لاستجلي خبر موتك قالوا لي انه غير موجود اليوم هو مشغول هناااااك بعيدا عند الوادي في الضفة وعند منطقة الشرق الأوسط بسوريا وفي جنوب شبه الجزيرة العربية أين يقطن اليمن السعيد يزهق في الأرواح بالجملة وبين غزة وسيناء هو شارد يتجول من طائرة لطائرة ينزل هو (عزرائيل) عند أول مطار دولي ويموت البقية ويبقى خبر الموت مجرد عملية قسمة يعبث بأعدادها الأحياء ولكل حي نظريته في تفسير أسباب الموت …واحد يقول انه بفعل فاعل والثاني يجزم الخبر بوجود قنبلة داخل الطائرة وآخرون يلومون الطائرة والطيار …وأنا اعلم جيدا أن عزرائيل هو من صعد الطائرة وسكن صندوقها الأسود ولم يفطن به احد غيري ويترك تدوينته وسط الصندوق وينزل هو معافى سالما … فليذهب عزرائيل للجحيم … الطين وحده سيحسم أمرنا يوم يتبخر الماء من الجسد….فوجودك بيننا اليوم جميلة بوحيرد هو بفضل عنادك المرمر الصلد القوي الناعم فهات بندقيتك وبندقية أخرى معها وتعالي نقاتل معا كل الأنصار ولنترك الشريعة لناسها …اليوم تساوى الهائم والنائم جميلتي في برلمان تونس العظيمة …هم أيضا تلو على روحك الفاتحة وقوفا وقعودا نياما فوق مصطبة التاريخ …. فلا يهمك جميلة بوحيرد من سكان البرلمان التونسي هم أيضا في عداد الموتى قبل أن تولدي أنت للحياة … وأنا باسمي وباسم برلمان نيام عفوا نواب تونس اعتذر منك واعدك أن اجعل من شهيقي قبل اغماضة الجفن الأخير موسيقى خاصة للحياة قبل الموت و قبل صعود ذروتي ورغبتي للسماء…فانا مثلك ثائرة على كل أنظمة الحياة وقوانينها وقررت أن اجعل من حملي القادم بولدي الثالث على الجهة التي يقع فيها القلب …