“أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام، لكن لا تنسوا أنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم، ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة”
كلمات “جان دارك العرب ” هكذا سماها أبناء شعبها …كلمات جميلة بوحيرد وهي في طريقها لمنفى الحرب لمقصلة فرنسا … وقفت في طفولتها في ميدان مدرستها مواجهة ناظر المدرسة الفرنسي وبعض الطلاب الجزائريين الهاتفين “أمنا فرنسا” فردت بصوت طفلة “الجزائر أمنا” وكانت أولى بدايات عذابها مع الاحتلال وحين كبرت صعقت بالكهرباء …قوست…عذبت ولما نشف رأس العدو الغاشم منها ومن صمودها حكموا عليها بالإعدام ….واستنكرت الأمم المتحدة الأمر وأجلته بسجن مدى الحياة ………
جميلة بوحيرد المناضلة الجزائرية الأب والتونسية الأم رحلت إلى حيث المقر هي أحد رموز حركات التحرر الوطني ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر … جميلة هي كانت مع التحرير على موعد …امرأة أكلت من نهديها الأغلال وأُطْفِأَتْ فوق حلمتيها سجائر الجيش الفرنسي فتورَّد ثدييها واحترقت مقصلةَ الجلاَّدِ وعاشت هي لمجد تجر ذيوله بالحفنات …جميلة بوحيرد تاريخ امرأة من وطني وبعضها الآخر من جبال الاوراس والأطلس وسيرتا معقل نوميدياوقسنطينة …في الزنزانة تسعون في السجن الحربي بوهران أكلت من العذاب الفرنسي حساء مرا مريرا… و”لم تعرف كنساءِ فرنسا أقبية اللذَّةِ في (بيغال)”….جميلة هي واحدة من شعب ثائر يكره المظالم ولأجل الوطن الجزائر كانت تجري والدم نازف …. لأجل جميلة انتفض شاعر العرب القباني على عشيقاته العاديات (وأنا منهن) حين جننته امرأة غير عادية نجحت واستدرجته لزنزانتها ولم انجح أنا … تبا لجميلة بوحيرد وتبا لي حين ولدت في زمن غير ذي زماني … أغار أنا من الجميلة اليوم وأنا حفيدة حفيداتها أغار منها لأنها رحلت قوية وأكثر مني نقاوة وثورة … أغارها لأنها جسد الإصرار على النصر للوطن تمردا…أغارها لأنها امرأة ليست كبقية النساء لأنها الاستثناء وعند صدرها استوطن زوج حمام ولم يستوطن عند صدري وهي التراث الثوري ولم أكن أنا …. ولا يدخل قافية الشعر القباني وبدر شاكر السياب إلا الثائرات دما على الأوطان الحالمات بطولة … اليوم وقد ماتت جميلة “كيف يستطيع أن يحدق الرجال بعضهم في أعين بعض” ……اليوم اذهبوا عند مقبرة أم جميلة واحفروا عن القبر مترا عرضا وطولا واسرقوا من تراب أمها ورفات عظمها ولقحوا من رمادها مليون جميلة وجميلة ………فهل من جميلة بعد جميلة ….. هل من وطن بعد الجميلة . هل من ثورة ………
