هولوكوست الحياة

ليلة 9 نوفمبر 1938 هي ” ليلة الزجاج المهشم” كما سماها المؤرخون … ليلة حمراء…سوداء لَيْلَكِيَّة …مذبحة امة بأكملها. وتعود التسمية إلى الموجة العنيفة للمذابح المرتكبة ضد اليهود في العديد من الدول النمساوية وتشيكوسلوفاكيا وبكامل ألمانيا طبعا لان الجزار وأبناءه ألمان وهتلر المعروف بفرنه المشهور غني عن التعريف … كانت المذابح شرسة فعلا في كل من برلين وفينا…واكتسبت ” ليلة الزجاج المكسور” تسميتها من أشلاء زجاج النوافذ والمعابد والبيوت والمحلات التجارية اليهودية بألمانيا و التي وقع تحطيمها بالكامل وليس نسبة لأشلاء لحم اليهود ورؤوسهم وأحشائهم الفائضة فوق التراب . هي ليلة القبض على اليهود من قبل أبناء وجيش هتلر جاءت كردة فعل على اغتيال السفير الألماني “إرنست فوم رات” بباريس على يد شاب بولندي من أصول يهودية …كانت حملة منظمة على نطاق واسع استهدفت من تم اعتبارهم دون البشر وقتها …إبادة جماعية للحياة… للإنسان…للكوني… نفس ذات الإبادة الكونية الباردة يعيشها العرب اليوم على مدى الفصول …ومن يعتقد أن الهولوكوست هو مجرد مفهوم محرقة وتضحية بالنار قد ولى أمره ومضى فهو واهم ومهزوم الفكرة يرتجل… الهولوكوست هو منهج حرب باردة يسكن على شفير هاوية الإنسان لليوم … أينما وجد الإنسان وجدالهولوكوستيني والموت .

اليوم ونحن نعيش الهولوكست بطعم جديد سأعيد تسمية الحدث سأنقحه وأعطيه مدلولا يتناسب ولزوجة أحوالنا “المتعبة أصلا” اقصد أحوال المنطقة أحوال العرب والمشرق . ” ليلة الحمص” المنقوع في الدماء هي ليلتنا الموعودة وجاءت كردة فعل لانقلاب عربية خضرة بائع متجول فانقلب حال منطقة برمتها …زجاجنا طبيعي لا يشبه زجاجهم خليطه ابيض لزج لزوجة مَنْيِ الحلزون العقيم ولا يشبه “ليلة الزجاج المكسور” التابعة لمحرقة اليهود وليس للحلزون جنس يتوالد بعفوية ساذجة …
اليهود عوضت لهم شركات التامين الألمانية كل الخسائر الناجمة عن المحرقة بعد أن وقع ترحيلهم وإلغائهم من دائرة الاقتصاد الألمانية وباتت ألمانيا “بدون يهود”…ومحرقة العرب اليوم لا شركات تامين تؤمن لها الخسائر وقد اختلط العدو بالقاتل والغادر بالمغدور . بحيث تقتيل وتذبيح وتكسير وفوق الكل تقع عمليات الدفن جماعية. الجسد فوق الجسد مرصف فلا تميز الحي من الميت ولا اليهودي من المسلم ولا المسيحي من البوذي ولا التونسي من البريطاني ولا الحوثي من البوذي ولا السعودي من الليبي ولا الطاهر من صاحب الجنابة… ومن وقع فصل رأسه عن جسمه فعادي أن يقع اللعب بجمجمته كرة بينما ينكل بالجسم ولا مجال لدفن الأوصال فالكلاب الشاردة شبعت من أكل لحم البشر وتعبت الأراضي من شرب الدماء ….محرقتنا متعددة الجنسيات والثقافات والاديولوجيات كلهم مجاهدون بالفطرة . محرقتنا يقصدها المجاهد من كل صوب وحدب ولمن استطاع إليه سبيلا يشقون البحور والحدود للجهاد والكل تقي بذقن يترنح ومن ليس له ذقن فهو مجاهدة نكاح …هناك من يسافر للجهاد وهناك من يجاهد للنكاح …الاثنان يجاهدان في سبيل الله أو هكذا خيل لهم إناثا وذكورا وبين البين جندره غير واضح المعالم الكلاشينكوف يصوب والذكر منتصب للنكاح … يقتلون وينكحون تحت نفس الجدار … جزار اليهود سنة 1938 كان معروف هويته نازي ألماني……………………………………………………….

وجزار العرب ؟؟؟ … عدو العرب ؟؟؟ …. هو سؤال واحد اطرحه .من هو جزار العرب في محرقته … ؟؟؟ أكيد هو ليس “هتلر” ولا “غورنغ” ولا حتى “جوبلس” جزارنا واحد قد نعلمه وقد يخيل للبعض انه لا يعرفه…جزار محترف يستمد تعاليم الذبح ومواعيدها ضمن شركة متعددة الجنسيات مقرها واشنطن ولا يعترف بطقوس الذبح ولا بالقبلة وجهة للرؤوس………………………….. …
اليوم نعيش على وقع الإعدام دون محاكمات …عبودية….تنميط عرقي…خطابات كره…جرائم كره…مذابح مدبرة …تشهير دموي….كلها مفاهيم بطعم الحمص المنقوع في الدماء… كلها نابعة من نفس المعتقل نفس المعنى وتلتقي جلها تحت راية أسطورة سوداء… إبادة جماعية للحياة للحمص ولبائع الحمص المنقوع وطلقة روسية في الأفق بانت ستفصل الحمص عن ماءه وكلنا يتفرج منتظر يتساءل عن الفرن الموعود… من سيقوم بجلب حطبه .من سيشعل الحطب ومن سيلقي بالأجساد وسط الفرن ولم يعد هتلر موجود …يقال انه اختفى لان ريح الحمص قد استعصى على غشاء انفه وأصابه في جيوبه الأنفية ………

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*