” وأنا عن حُبِّ الجنرالات والقادة لن أتوب “

Snapshot_20141221_7

خَبِّرُوا المؤرّخ الرّوماني “سَالِيسْتْ” أنّه نسي تدوين عشقي المجنون للقائد النوميديّ “يوغرطة ” وأنّ اسمي لا يزال محفورا على صخرة بحجم التّاريخ فوق مائدة يوغرطةالمشهورة …هذه المائدة هي مملكة البربر قصّة كنز غامض في ربوع تونس الخضراء … وفي اكتشاف الكنز إعادة لقراءة تاريخ تونس النوميدي وقصة تاريخي مع يوغرطة

لم أفكّر فيه ليلتها … وارتكنت في ركنٍ من زوايا المائدة …مائدة يوغرطة … وكانت ملجئي وملجأه .وكالعادة ودون إذن منّي اقتحم صندوقي الأسود بقوّة خارقة … أعضائي عبّت الزّمن دفعة واحدة …كان هو هناك فوق المائدة وكنت أنا بجواره يأكلني بحدقة عينيه…شوارع روما…سيللا…بوكوس…ميتيلوس غايوس ماريوس ..بوملكار كل ملوك نوميديا …وقنصل روما وجنرالاتها …ومدينة توليانوم مشنقة يوغرطة .ومطر أسود…كلّ هذا الأرقُ و السهوُ كل هذا التاريخ يملأ نصف صندوقي الأسود …والنّصف الثاني يصطفّ فيه حدسي المتعب و يوغرطة وشيء من فحيح الخيانات و دمي والمآتمُ..يوغرطة ليس شخصا إذا مات زال …هو شعب بأكمله … وأنا عن حبّ الجنرالات والقادة لن أتوب …استلّ الإغليد سيفه من غمده وبقي ماسكا به بقوّة …يوغرطة لن يترك سيفه لِلَحْظَةٍ …هو لا يثق في نفسه ولا نفسي … وَثِقَ في بوملكار وخانه …وثق في صهره بوكوس أب زوجته وخانه …حتى الوطن خان جوغرتين…وأَنْتِ يا ابنةُ بوُكُوسْ …عفوًا ابنة قرطاج وثقتُ بكِ وربّما تخونينني ؟ ومالي لا أرتابُ فيك ؟هكذا خاطبني قائد نوميديا ….انتكس شغفي وكاد الصّندوق الأسود أن يسقط بين فخذيَّ .. هي تهاب عظمة يوغرطة حين يمسك سيفه… كاد أن يسقط لولا أن أمسكه هو كالعادة وجذبه نحوه ليستقرّ بين زنديه العريضين عرض كتفيها. وكانت أنفاسه لاهثةً …يهتزُّ للَّهثة الواحدة نِصْفِيَ العلويّ ويهتزّ للزّفرةِ نصفي السّفلي …فيهتزّ الكلّ في الكلّ وأصير في لحظة كدمية من طين فوق مصطبة التاريخ لا تتحرّك لكنّها تتنفّس بعمق ولا تكاد نبضات قلبها تنتظم حتى يََنْفَرُ نهديها من البلوزة … نزع يوغرطة بنطاله وكلّ شيء …ولم يكن يلبس ملابس داخليّة … وهي التي تبحث عن فنِّ الهوى وعن ذلك الإنسان الأرقى قليلا من الحيوان والأدنى قليلا من الملائكة …وأكثر من ذلك هي تبحث عن لذّة الوجع .

همس يوغرطة في أذنها بصوت غليظ لا يشبه الهمس ويشبه فوضى مدينة روما وضجيج شوارعها … وقال ممازحا:”لا تتنفّسين بشدّة فرائحتي عفنة لم أستحمّ منذ شهرين …همست في أذنه اليمنى بعد أن لامست قِرْطُهُ الذهبيّ بأنفي وأخبرته أنّ رائحته تذكّرني ببطولاته بسيرتا مدينة الكاف حاليا بصليل السّلاح وصهيل الخيول في هذه السّفوح

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*