الترفيع في ثمن القبور في تونس من 35 دينار للقبر إلى 125 دينار …والدفع بالتقسيط ستكون فيه تسهيلات هامة لأصحاب الدخل السنوي الضعيف وللعائلة الوفيرة سعر خاص تخصصه الدولة …طبعا أنا اسخر من القدر ولا اسخر من قبري وحفار قبري …تجارة القبور في مجتمعاتنا قد تكون موردا للنهوض باقتصاد البلاد التعيس في ظل كثرة الشهادة و الشهداء والموت اليومي المنظم ….كل يوم بيومه وعلى قدر ارتفاع عدد الموتى ترتفع أسهم تجارة الموت ….الهي ارزقني بصبرك ولم يبقى من صبر أيوب شبر واحد .ستصير تكلفة الولادة والحياة وقدوم إنسان جديد على الأرض اقل تكلفة مادية من الموت…تموت قهرا ويضاف لسعر القبر بعض الدنانير… فشتّان بين قبر محفور في أرض في المدينة وأرض في القرية، وشتّان بين قبر عادي وآخر باذخ…وواسع
بعد صدور قرار الترفيع في ثمن الموت بتونس تذكرت يوم دفن أبي… ولم يتسنى لي حضور حفل تأبين أمي ومراسم جنازتها لظروف قاهرة … ثمن قبر أبي ووالدتي لم يكلفنا الكثير والحمد لله … فكيف للأسر التي تعاني من ضائقة مالية .. ترى هل ستقترح البلديات عليها قرضاً لتشييد قبورها قبل الممات ويكون قد خلص ذمته من ثمن قبره قبل مماته ولا يكون على ظهره دين بعد الممات أو ربما ستقوم بتسهيلات للعائلات المعوزة مقابل تسديد قيمة القرض بأقساط شهرية أو سنوية… قبر الحياة يُوجب علينا تسديد ثمنه عبر اقتطاعات و كذلك قبر الممات ….فالرجاء تسديد ثمن قبرك قبل مماتك ….. أو ربما سيأتي علينا يوم نودع فيه الأحبة عبر حرقهم ويصير عذاب القبر عذابين واحد مع منكر ونكير …وعذاب ندفعه اقساطا للبلدية …
اناى اطالب بدفني قبل موتي لاحضر طقوس حفر القبر من اوله واكون قد رضيت على ارتفاع اسعار القبور ….وان لم يتسنى لي ذلك اطالب بمسك زمام الامور الادارية في دفن الموتى بدرجة مدير الجنازات ….