العادات والتقاليد وطقوسها الروحية في الموروث الشعبي التونسي

Snapshot_20150821_23

شجرة الفرنان.

في ثقافة تونس الشعبية هناك الكثير من الاستفهامات التي تفرض علينا البحث في الدلالة والرمزية .فمعتقدات الروح الأخضر في منطقة السباسب الغربية من بلاد تونس نجدها ونتلمسها في السلوكيات الظاهرة والباطنية لسكان المنطقة منذ بواكير التاريخ .وهذه الروح العقدية نجدها في مناطق عدة من العالم . لكنها مازالت حية في المسكوت عنه في طقوسنا الدينية في بعض الجهات ففي فرنانة من ولاية جندوبة كانت شجرة الفرنان ضخمة وعندها يحلو الجلوس وتحت ظلها الوارف كانت تعقد الاتفاقيات وتبرم العقود بل اعتبرت حدا فاصلا للجباية في عهد البايات الحسينيين .وقد أخذت بعض الأشجار بعدها القدسي لأهالي تلك المناطق اذ يعتقدون أن الولي يترك بركته في الشجرة التي توقف عندها واستراح تحتها.

عند جامع ” سيدي عسكر” في المدينة ذاتها  هناك شجرة فرنان وشجرة زيتون مزروعتان في أ رض “المزازة” وينظر إليها السكان باعتبارها مقدسة وقطع ثمر الفرنان من البلوط وكسر أغصان الزيتون يدخل في المحرمات لدى سكان المنطقة ومن يتجرأ على ذلك تحل عليه لعنة الولي وغضبه …ومن الأشجار المقدسة لدى قبائل خمير شجرة الفرنان .تحت ظلها يجتمع” ميعاد” خمير تحت إشراف شيخهم الذي يعمل على إرساء العدل وحل الخلافات بين الناس …وعند هذه الفرنانة يلتقي شيخ القبيلة بممثلي “المحلة” طالبين منه دفع الجباية….

وهناك قصة ترسخت في الذاكرة الجمعية لأهالي فرنانة تقول أنه لما عرض قائد” المحلة ” أمام “الميعاد” مطالب الباي والمتمثلة في دفع الضرائب والقيام بعمليات التجنيد للشباب وفجأة حركت الرياح أغصان الشجرة وكأنها تقول
“فِرْنَانَةُ جَدِّي قالت لا نِدِّي ولا نَعَدِّي”
وهذه المقولة تكلست في الذاكرة الجماعية للأهالي معبرة عن واقع تاريخي معاش أيام البايات… وفي القصرين في مدينة فرنانة توجد شجرة زيتون معمرة منذ مئات السنين يعتبرها الفراينة امتداد لأولياء الصالحين فزيتونة “ازواغر” هي شيخ المخيال الفرياني رويت عديد الأساطير عنها فمن قطع جذعها تكسر أضلاعه ولا يجنى زيتونها بل تتساقط فقط وزيتها شفاء وبركة …………………………………

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

*